ثلاثيه المولد النبوي الشريف. ..للأديب/ أحمد المقراني

 ثلاثية المولد النبوي الشريف

هل هــلال المصطفى الأمـين °°° بشرى وتـذكرة للمـــــــــتتقين

مولد النور وإشراق الهــــدى°°°رحمة مــــن الله لكـــل العالمـــين

هو رسول الله والحــــق سيفه °°°والشرعة السمحاء للهدي المبين

°°°°°°°°°°°

هو ذو الحــــــق للظلم انبرى°°°° ودعا بالعقل مجمــوع الورى

للطريق الأمثل درب الهــدى °°°°نحو من صاغ وسوى وبــرى

خلق عظيم بالــــــــرفق سمـا°°°° به كان الهَـدْيُ موثوق العرى

°°°°°°°°°°

والفضل ما شهد به العلم والقيم°°°وكل البرية أنت النور والكرم

أنت السلام لمن طاب مــــــعدنه°°°أنت المربي لمن فاتتهم الشيم

كنت الفخار لنا والجمع يشهدها°°°والعــز شاد به العرب والعـجم

°°°°°°°°°°°

لك يا رسول الله على البشرية°°°أرفع الأيادي بالبــذل ثرية

يد عــز شامخ زان الحيـــــاة°°°وزينة الزينة روح الحـرية

قُدَّ قيد الــــروم والفرس معا°°° وكذا الأوثان ضلال البرية

🌠 بسم الله الرحمن الرحيم

 قال تعالى يخاطب نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم:وإنك لعلى خلق عظيم.صدق الله العظيم،بالخلق العظيم استطاع الرسول الأعظم أن يأسر القلوب،ويستدعي النفوس والأرواح أن تتآلف معهوتتعلق به وبذلك كان الفتح المبين،الذي جعل الناس يدخلون في دين الله أفواجا.لقد وجدوا في دين الله وشريعته والنهج القويم المحلى بخلق الرسول ما يلبي حاجة الإنسان،ويتلاءم مع طبيعة نفسه ويتماشى مع فطرة الله التي فطر الناس عليها.

محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين،أخبره الله بذلك واصطفاه ليكون الهادي المرسل لكل البشرية لإنقاذها من وهدة الشرك ووسيلته نور الإسلام ، والخلق الرفيع والسنة الفيحاء.

من أقدم العصور ومنذ بعثته عليه الصلاة والسلام والعلماء والمفكرون من شتى بقاع الأرض يحاولون بالدرس والتمحيص علهم يجدون منفذا للاعتراض إلا أنهم يفشلون وأخيرا يسلمون.وغير بعيد كان تولوستوي الروسي وكارلايل الإنجليزي وبوكاي الفرنسي من الذين أشادوا بالرسول الكريم واعترفوا بمكانته وفضله وكذا((المفكر والشاعر الفرنسى «لامارتين» كتب عن رسولنا الكريم فى مقدمة كتابه الضخم «تاريخ تركيا - الجزء الثانى»، الصادر عام 1854، يقول: «إذا كانت الضوابط التى نقيس بها عبقرية الإنسان هى سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذى يجرؤ أن يقارن أيًا من عظماء التاريخ الحديث بالنبى محمد فى عبقريته، فهؤلاء المشاهير صنعوا الأسلحة، وسنوا القوانين، وأقاموا الإمبراطوريات، فلم يجنوا إلا أمجادًا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانيهم».

أما العالم الأمريكى مايكل هارت فى كتابه «الخالدون مائة»، فكتب يقول: «إن اختيارى محمدًا ليكون الأول فى أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، لكنه الرجل الوحيد فى التاريخ كله الذى نجح أعلى نجاح على المستويين الدينى والدنيوى، فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة، لكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح فى المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى فى اليهودية، لكنّ محمدًا هو الوحيد الذى أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها فى حياته، ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه فى هذا المجال الدنيوى أيضًا، وحّد القبائل فى شعـب، والشعوب فى أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها فى موضع الانطلاق إلى العالم أيضًا فى حياته، فهو الذى بدأ الرسالة الدينية والدنيوية وأتمها».

أما المستشرق الإنجليزى الشهير جورج برنارد شو، فهو من أشهر الغربيين الذين أنصفوا الإسلام خلال القرون الماضية. وقال «شو» فى مؤلفه «محمد» الذى أحرقته السلطات البريطانية خوفًا من تأثيره: «إن المثل الأعلى للشخصية الدينية عنده هو محمد صلى الله عليه وسلم، فيتمثل فى النبى العربى تلك الحماسة الدينية، وذلك الجهاد فى سبيل التحرر من السلطة، وهو يرى أن خير ما فى حياة النبى أنه لم يدّع سلطة دينية سخرها فى مأرب دينى، ولم يحاول أن يسيطر على قول المؤمنين، ولا أن يحول بين المؤمن وربه، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى».

كانت هناك شخصيات عالمية أخرى رغم عدم استغراقها فى دراسة الإسلام، فإنها لم تخف إعجابها بشخص محمد، فقال المهاتما غاندى فى حديث صحفى تطرق فيه إلى الحديث عن الرسول الكريم: «أردت أن أعرف صفات الرجل الذى يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعًا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التى من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول، مع دقته وصدقه فى وعوده، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة فى ربه وفى رسالته، هذه الصفات هى التى مهدت الطريق وتخطت المصاعب وليس السيف.. بعد انتهائى من قراءة الجزء الثانى من حياة الرسول وجدت نفسى آسفًا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة».

المستشرق البريطانى ويليام مونتجمرى وات الذى عمل أستاذًا للغة العربية والدراسات الإسلامية فى جامعة أدنبرة، فكان من أشهر كتبه «محمد فى مكة» الصادر عام 1953، و«محمد فى المدينة» الصادر فى عام 1956، و«محمد: النبى ورجل الدولة» عام 1961. وقال عن الرسول الكريم فى مقدمة كتابه الأول «محمد فى مكة» إنه يأمل فى أن هذه الدراسة عن حياة محمد يمكنها أن تساعد على إثارة الاهتمام من جديد برجل هو أعظم رجال بنى آدم.

وفى كتابه «محمد النبى» قال أستاذ الفلسفة الهندى راما كريشنا راو: «لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها، لكن كل ما فى استطاعتى أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة، فهناك محمد النبى، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامى العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضى، كل هذه الأدوار الرائعة فى كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلًا».))

 وهذا غيض من فيض،وصدق الله العظيم عندما قال: إنما يخشى الله من عباده العلماء.

المؤسف أن أخلاق الإسلام في أغلبها استولى عليها غيرنا وطبقوها في حياتهم فسادوا واكتفوا ،وبقت الحثالات من أبناء جلدتنا يبحثون في أرذل الصفات لدى غيرنا ليحيوها ويتبنوها.ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم نتذكر الحكم البالغة التي لو اتبعناها لأصبحنا فائزين:لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا،صل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك وقل الحق ولو على نفسك. وكثير من الدرر التي بإتباعها يرقى ويسعد البشر. 

🌠ملاحظة :المقتطفات بين قوسين مضاعفين منقولة بتصرف.

بقلمي / أحمد المقراني



تعليقات