أنا وظلِّي ..(حدث بالفعل).. ..للأديبه/ فاطمه البسريني
🎇🎇🎇
كنت وأنا طفلة لم أتجاوز الأربع سنوات أذهب إلى مكان يسمى (الجامع - ) في بلدنا لتحفيظ القرآن الكريم ، رغم أنه عبارة عن غرفة كبيرة فقط ، كان يستقبلنا فيها معلم أو ما يسمى بالفقيه ، أنا وغيري من الصبيان في مختلف الأعمار قصد حفظ القرآن الكريم ،
لكن والداي كانا يجدان صعوبة كبيرة في إخراجي من البيت للذهاب إلى ذلك المكان ،
فقد كنت اتلكأ دائما في المغادرة ، وقد أتمارض ، أو أتحجج بأي سبب أو أنخرط في بكاء لا ينقطع ، فيتركونني لذلك اليوم ،
لكن غالبا ماكانت والدتي تهددني بمنع مصروف الجيب عني فأضطر إلى المغادرة وأنا ارتجف من الخوف والرعب ،
فقد كانت هناك طفلة مثلي تلبس السواد تتبعني نفس خطواتي ،وإذا ركضت تركض خلفي ، وإذا توقفت ، تتوقف هي الأخرى ،
وكان الخوف يتملكني فلا أستطيع إلا الجري ذهابا وإيابا من وإلى المنزل. ظللت على ذلك الحال لمدة من الزمن وأنا لا أتمكن من البوح بسري لما ينتابني من فزع ورعب ، وخوفا من أمي وأبي اللذان سيطلبان مني أخذهما لمعرفة ما يحصل مع تلك الفتاة .
لكن صادف أن تواجد والدي في البيت في اللحظة التي دخلت فيها وأنا لا أكاد التقط أنفاسي من الجري فألح علي كثيرا لأحكي له أمري.
فقمت بإخباره أن هناك طفلة في طولي تتبعني وتجري ورائي وأنا أخاف منها ،
فما كان منه إلا أن أخذني بنفسه إلى ( الجامع ) .
وفي الطريق سألني أين هي الفتاة التي تسير خلفي ؟
فأشرت بكل براءة إلى ظلي على الأرض والذي لم أكن أعرف أنه ظلي ،
أتذكر أن والدي ضحك وحملني على كتفيه كما كان يفعل بعض الأحيان وهو يشرح لي أن ذلك ماهو إلا ظلي والذي أعكسه أنا بنفسي تحت ضوء الشمس .
الشيء الذي لم أفهمه كثيرا حينها إلا أنني أحسست بالاطمئنان وأنا محمولة على كتفي والدي وأن الفتاة اختفت عن الأنظار .
قصة قصيرة : ( حدث بالفعل )من المجموعة القصصية ( الآتون ) ـــ
🎇🎇🎇🎇🎇🎇🎇
بقلمي/ فاطمة البسريني
تعليقات
إرسال تعليق