فالقرآن محفوظ ...بقلم الأديب /عاطف دناوى

 إطلالة اليوم

أحرقوا كل المصاحف .. فالقرآن مَحفوظ وباقٍ !! .....................

...................................

لستَ أنت أول الموتورين - أيها السويدي الأحمق  - الذي يُقدم على تلك الفِعلة الشنعاء ، من تمزيق المصحف الشريف وحرقه علانيّة !!.

فقد بدأ  ذلك نفر من أجدادك لأول مرةٍ في العام ١٥٣٠ م ، أي منذ مايقرب من ثمانمائة عام خلت ، وعند ظهور أول ترجمة لكتاب الله باللغة اللاتينية ، واستمر هذا التصرف الأهوج خلال الحروب الصليبية في عواصم شتى من أوربا ، وحتى اليوم !!.

ولتعلم  - أيها السويدي الأحمق ، وكل مَن على شاكلتك ، وكل مَن تُسوّل له نفسه المريضة الشاذة المخبولة ، كيّ يحذو حذوك  - لتعلم أنه لو جمعتم كل مصاحف الدنيا ، ومزقتموها ، وأشعلتم فيها النار ، فإن القرآن الكريم باقٍ ، باقٍ بقاء البشرية ، باقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها ، باقٍ لأن مُنزّله - سبحانه  - قد وعدنا بذلك   ووعده حق ، ولا يخلف الله وعده أبداً !!.

القرآن الكريم باقٍ - أيها السويدي الأحمق  - محفوظ في صدور الملايين ، وفي ملايين الأجهزة الحديثة ، باقٍ تلهج بترتيله وتلاوته الألسنة في كل شبر على أرض المعمورة ، باقٍ يُتلي ويُرتل آناء الليل وأطراف النهار ، في المساجد والبيوت والكتاتيب ، في الطائرات التي تسبح في الفضاء ، وفي السفن التي تعبر البحار والمحيطات ، وفي الغواصات في أقصى الأعماق ، وفي السيارات والقطارات ، باقٍ يملأ الدنيا عَبقاً عبقرياً وشذي قدسيّا !!.

لكن الغريب والشاذ  - أيها السويدي الأحمق  - ليس مااقترفته أنت من حماقة وهَوّس ، ولكن أن توافق حكومتك المَخبولة مثلك على ذلك ، وتعطيك تصريحاً به ، وتزعم - ياللعار  - بأنه حق دستوري ، وحرية تعبير ، ولا أدري هل ينسحب ذلك على تمزيق صورة الملك وحرقها مثلاً ، أو تمزيق علم بلادك وحرقه !!. 

بئس الحرية تلك ، وبئس التعبير هذا ، وبئس دستور يُشرّع للخبل والجنون والوقاحة ، وإيذاء مشاعر ملياري إنسان من البشر !!. 

ثم تتهموننا نحن بالإرهاب ، وأنتم زارعو الإرهاب والتطرف والحقد ورفض الآخر ، مهما زعمتم من تحضر ومدنية ، فما تفعلوه قمة التخلف الإنساني ، والتردي الحضاري ، والشذوذ الفكري !!.

بقلم 

عاطف دناوى




تعليقات