★إلاكِ أنت .. ..للشاعر المبدع / ياسر محمد الناصر

إلَّاكِ أنـتِ
★★★*
تَـتـأنَّـقُ الدُنـيـا وفـيـهـا تُـشـرِقُ
حتى الرَّبـيـعُ بِـحسنـِهـا يَـتـأنَّــقُ

في وجهِها الإصباحُ يبدو منزِلاً
ويَـبـيتُ فيها البدرُ مِـنـهـا يُـمـحَـقُ

لـمَّـا رأَتـهـا العينُ بـانَ هُـيـامَـهـا
ظَلَّـت بِـهـا الأنفاسُ دهراً تَـشـهَـقُ

تحلُو بِمشيَتِـهـا النَّظارُ اذا مَـشَت
تَـتـقـاتـلُ الأزهــارُ مِـثـلـي تُـحــرَقُ

لـو أنَّهـا مَـرَّت بِـرُشـدي خِـلـسَـةً
لَـرَأَيـتُـمُـونـي في القـصـيـدَةِ أَشـهَـقُ

لـو أنَّـهـا رَسَمَت خـيـالَ مـكـانِـهـا
صـارَ الـوجـودُ بِـرسـمِـهـا يَـتَـفَـتَّـقُ

تَـتـصافَحُ الأنفاسُ من شَغَفِ الهوى
هل في المحبَّـةِ مِـثلُـنـا مَـن يَـعـشَـقُ؟

وتَـرصَّـعَ الـخَـدُّ اللُّجَيـنُ بِـخـالَـةٍ
سـبـحـانَ مَـن جـعـلَ الـخميلةَ تُـشـرِقُ

فكَتَمتُ حـبَّـكِ في الفؤادِ ولـم تزلْ
عـيـنـي بِـسِـرِّكِ قـد تـبـوحُ وتَـنـطِـقُ

أَوَ مـا رَأَيـتِ صـبـابـتـي وعـذابَـهـا؟
أَوَ كـلَّـمـا ألـقـى خـيالَـكِ أُصـعَـقُ ؟

شَـفتاكِ أعجَزتِ القصيدَ وشاعراً
أضحى بِـنـوبـاتِ الـفـؤادِ يُـطـوَّقُ

حَسَدوكِ جَهلاً حيثُمـا لـم يعرِفُـوا
حُـسنـاً يُـشـادُ بِـهِ وَقَـدَّاً يــألَـــقُ

هِـيَ شـمـعـةٌ لـيلـيَّـةٌ لاتـنطـفِـي
هِـيَ ظَـبـيـةٌ شَـرقـِـيَّـةٌ تـتـأَلَّـــقُ

هِيَ رونَـقٌ أعطى السماءَ نَـظـارةً
    هِـيَ رعـشـةٌ صـوفِـيَّـةٌ تَـتَـعَـلَّـقُ

هِيَ في نِيَاطِ القلبِ تبـقـى زَهرةً
      مِنهـا الصَّبـاحُ يـريـدُ نـورَاً يَـطـلِـقُ

أعـجَـزتِ أبـياتـي وكـلَّ فصاحتي
   من أيـنَ أكـتبُ فـالـبـلاغَـةُ  تُـشـنَـقُ؟

الـبـدرُ يـسكُـنُ  وجـهَـهَـا بـِتَودُّدٍ
    والشمسُ من مَـرآى الخدودِ لَـتُشرِقُ

لو تـكتَـسـي الإصباحَ ثوبـاً نـاعمـاً
       لَـغَـدت بِـهـا الأثـوابُ نـوراً تَـفـلَـقُ

بـيضاءُ ليسَ لها مَثيلٌ في الـنِـسَـا
        وجـهٌ رفـيقُ الـبـدرِ نــوراً يَـغــدِقُ

لو خَـيَّرونـي في الـنِّـسـاءِ وبَـينَـهـا
      لأخـترتُـهـا مِن دونِ فِـكرٍ  يُـسـبَــقُ

أودَعتُ روحي عِندَها وحُشاشَتي
       أنــا عـاشِقٌ والـقلبُ منِّي  يُـســرَقُ

تَـتـقاتَـلُ الأبـياتُ فـيـمـا بَـيـنِـهـا
       كُـلٌّ يـريـدُ لــهــا سِــواراً  يُـخـلَــقُ

سَتظلُّ روحي في هـواهـا أيكَـةً
    وتَـظَلُ وشـمـاً في الجبينِ وتُـلـصَـقُ

كم كنتُ أهوى أنْ أكونَ بـقربِـهـا
     ما زَالَ قلبـي فـي الـحنـيـنِ يُـحـلِّـقُ

سُبحـانَ مَن صاغَ الجمالَ معالـِمـاً
      وجعلَ الزهورَ بِـحـسنِـهـا يَـتَـعَـلَّــقُ

ضَحِكَت فأزهَرتِ الورودُ على اللَّمَى
    وَسَـنَـت كـأَنَّ الـصـبـحَ مِـنـها يَـفـتَـقُ

تَـهِـبُ النفوسُ ملاحـةً وتَـودُّداً
           تـرمـي لَـها حُـبَّـاً وظِـلَّاً يَـشـدَقُ

أضحَى الهوى بينَ الشعورِ قصيدةً
     وجمالُـهـا يُـحيـي الـشعورَ فَـيــورِقُ

لمَّا أتـانـي الحـبُّ جئتُ مُـلـبـيـاً
   فَـوضَـعـتُ قـلبي في يَـديـهـا يُـوثِـقُ

هل تَعذِرُ العينُ القريرةُ حـبَّـهـا؟
    أو تـنـتـمـي مِـثـلَ الـفـؤَادِ وتَـلـحَـقُ

شَفِقَ الشعورُ بِـحالَتي وتَـقَـلُّـبـي
          إلَّاكِ أنـتِ فـلـم تَـرَيـنـي أُحـرَقُ

البدرُ يـأبَـهُ حـالَـتي وكَـذا الهوى
    إلَّاكِ أنـتِ جَـعـلـتِ قـلـبـي يُـسـحَـقُ

تَـهِبُ السماءُ لِيَ السكونَ تـوَدُّداً
            إلَّاكِ أنـتِ فكنتِ رعـداً يَـبـرَقُ

وتَـضامَنت كلُّ الخلائِقِ صوبَنا
       إلَّاكِ أنـتِ أبـى وجـودُكِ يَـصـدقُ
★★★★★★
        بقلمي /  ياسر محمد الناصر 


تعليقات