حلم بقلب الهذيان .. ..للأديبة / وفـــاء الرعــودي


..حلم بقلب الهذيان
🌌🌌🌌🌌🌌🌌
أطلقت يديّ على وسعهما في فضاء الغياب..ورفرفت بعيدا...بعيدا...بعيدا...حتى توارت عن ناظري فلاتك الشاسعة...غمزتني الشمس بطرفها الذهبي {أن اقتربي...اقتربي...اقتربي لأباركك شعاعا يتلألأ بالضياء}..دنوت وامتلأت بالنّور حتى انمحت آخر نقطة مظلمة مني..تحرّرت داخلي كلّ سبايا الأماني..تاقت أشجاري الجرداء لربيعها من جديد...فاضت أنهاري وودّعت عجاف السنين...
لكنّني...لم أشف من حنين ممضّ لأن أكون حبّة رمل في صحرائك..طباق عتمة في ظلماتك...لم أشف من رغبتي الدائمة في أن تكون الفصل الوحيد لحياتي وأنت الشتاء القاسي إلاّ أنني أرضى أن أكون نافذة حزينة تسوطها حبّات بردك...مابي مازوشيّة امرأة شوّهت أنوثتها الشّامخة...ما أماتت فيّ أقبية سجنك رغبة الأجنحة...وما محا ليلك هويّة الإشراق داخلي...لكنني وأنا أقتلع جذورك الشوكيّة من كياني كنت أقتلع شراييني..أشعر بحضورك يمسك بي وأنا في قمّة غيابي...لا أسمّي الأشياء إلا وفيها بعض من اسمك..لا أدرك الكائنات إلا من ذكرياتي معك...لعلّه الحبّ الحقيقيّ...؟..أن نحبّ دون أن نطمع في شيء أو نأمل في شيء...أن نحبّ بصرف النظر عن ربحنا أو خسارتنا انتصارنا أو هزيمتنا...نحبّ دون اكتراث بأن يكون من نحبّه بهجة فجرأو غصّة ليل..قيدا داميا أو سماء..انتماءأو انتفاء..نحبّ لأنّنا نحب..قدر كقدر مجيئنا إلى الأرض..وقدررحيلنا عنها..نحبّ لنكون جنّة أو نكون يبابا..لنكون وردا أو نكون صبّارا..لنكون سلسبيل الينابيع أو قحط التّراب..نحب سواء كان في حبّنا حضور أو غياب..تجذّر أو انبتات..
ياسيّدي..يا سيّد الفرحة والعذاب..اطمئن !..ما رفرفت أجنحتي خارج أسوارك إلاّ حلما في غمرة الهذيان
🌌🌌🌌🌌🌌🌌🌌
بقلمي/ وفاء الرعودي-تونس



تعليقات