الأم .. .. ق.ق. للأديب الشاعر / أحمد عمر العمر

الأم
💌
ذهبت الأم في الصباح الباكر لتحضر الخبز. ومن بعده تحضر الطعام .والهم جاثمٌ على صدرها. لأنها لم تكن تمتلك ثمن الخبز. إﻻ أنها كانت تنتظر الفرج والقدر. إنها تريد اشباع أوﻻدها السبعة. وقررت أن تستقرض الخبز لأجل قريب. وعندما وصلت الدكان الوحيد في القرية .وقبل أن تسأل البائع قال لها الخبز لم يأت بعد.
عادت الأم إلى أوﻻدها وقبل أن يسألوها عن الطعام قالت لهم مبتسمة:
ما رأيكم أن نلعب لعبة الاختباء (طميمة)واحد( يطم) والباقون يختبئون ليعطينا فرصة بعده للألف
ونظل هكذا حتى نتبادل الأدواركلنا…
وبعد مضي الوقت وتبادلهم الأدوار قالت:
علينا أن نأخذ قسطا من الراحة
وما أن ﻻمس الأطفال الأرض حتى ناموا متناسين الجوع.
رجعت الأم إلى الدكان وقبل أن تسأل أجابها صاحب الدكان;
الخبز حضر وبالمجان هذه المرة. أما الأم شأنها شأن الحرائر. قالت له أريد أن أدفع الثمن عفةً وحياءً قال لها: كيف آخذ الثمن مرتين?!
لقد تبرع بهذه الدفعة رجل من أهل الخير.
أخذت الكمية المعتادة من الخبز وأنقصت واحدة
رجعت إلى البيت وبدأت تعد الطعام إﻻ أنها
تفاجأت أن الملح غير موجود.
لم تتوقف عن إعداد الطعام. وكانت حرارة الحنين والجهد والتعب مع حرارة الطعام تحولت إلى عرق يتصبب فوق الطعام دون أن تشعر. انتهت من إعداد الطعام .ووضعته لهم استيقظ الأوﻻد وباشروا الطعام. كانت تنتظر شكواهم أن الطعام دون ملح. ونسيت عرقها الذي كان ملح الطعام.

من ظن حبل السر الذي كان يغذيه في أحشاء أمه قد انقطع عند الوﻻدة فهو مخطئ ﻻمحالة. فهي تغذيه مادامت السموات والأرض, حنان الأم ﻻ يزيده إﻻ رحمة ربنا.
💌💌💌💌
بقلمي/ أحمد عمر العمر


تعليقات