أتذكرُ ياأبي .. ..للأديبه الشاعره / ميسون يوسف نزال

..أتذكرُ ياأبي
***********
أتذكرُ يا أبي
حينَ وضعتَ كفَّكَ في يدي
وسألتني ...
كيفَ حالكِ يا ابنتي؟
بعدَ أن سلبتني منكِ غربتي
وحالت بيني وبينكَ دنيتي ؟!!
حينَها بكيتُ لشدَّةِ وطأتي
وغفلتُ عن السؤالِ لأنني
لم أحتملْ تأمُّل خدكَ والدمعة
ومنديل أمي من يدي سقطَ بغفوةٍ
داسته أقدامُ المغادرينَ بلهفةٍ
واختفيتُ عن أنظاركَ لأنني
ما عادَ بحوزتي ذاكَ المنديل مهجتي
أما الآنَ يا أبتي
سأجيبكَ عن سؤالكَ فاسمعِ :
كل أخباري حزينة
منذُ أن وطأتُ
هذهِ المدينة
أحلامي تبعثرت
خطواتي تعثرت
أعيشُ حياةَ
المهاجرِ العنيدةِ
زمنٌ باتت فيه
الإنسانيةٌ مفقودةٌ
الحروبُ يا أبتي
أبداً ما توقفت
في نابلس وجنين
تامرّ وأسد عربن
على أرضِ فلسطين
أرواحهم استشهدت
في زرقاءِ الأردن
حافلةٌ انقلبت
فتاةٌ تحملُ على كفيّها
أوراق التخرجِ
تحت الأنقاضِ توفيت
آخرون فقدوا أطرافهم
تحت الثّرى دُفنت
سورية انقشعَ عنها بعضَ الظلامِ
أعلنوا فيها الحدادَ
لكن البيوتَ تحطمت
الأطفالُ تشردت.. يتمت..
في هيئة الأممِ المتحدةِ..تبوأت
تاج الضحايا بعدَ أن
أعراضها هُتِكت
هيهات أن يفهموا أن الأمهات
تقهقرت
في هذه الدنيا .. ترجلت
في لبنان جميعُ الحدودِ أغلقت
مراكبُ الهجرةِ أُغرقت
أموالُ النصب وُزِّعت
أجسادُ الأطفالِ
في قاعِ البحارِ وجدت
أبٌّ يقضمُ الشَّفتين
ابنتهُ فُقِدت
العربُ يا أبتي نائمون
الجروحُ في النفوس سُخِّرت
حجارةُ الغضبِ عليهم سُلِّطت
عن أكوابِ الخمر لا يتزحزحون
عقولهم تبرمجت
أحوالهم تغيرت
أمّا أنا يا أبتي
دموعي بعد رحيلي ما توقفت
جفَّت الأقلامُ
لكن مشاعر شوقي ما جفت
إليكم تدفقت
فهل تكتب لي رسالةً عنك وعن أمي فالأوجاع في قلبي قد ترنحت ؟؟
******************************
بقلمي/ ميسون يوسف نزال /

فلسطين

تعليقات