الخيل والليل /
...................
......
...
لا الخَيلُ والليلُ ولا البيداءُ
تعرفُني إن لَم أكُن بالله
مُعتَصِمِ
وَما لِحامِلِ السَيف والقرطاس
والقلمِ إلا ماخَطهُ الرحمنُ
بالقَلمِ
فَكَم تَشَدَقَ فُرسانٌ بأَلسنةٍ في
وَصفِ مايَجعَلُ الأسيافُ
تنثلمِ
فَلا تَفرَحَنَ بِنَصرٍ فيهِ مَظلَمَةً
فالظُلمُ لايَسموا بِمَن
ظَلَمِ
ألجِِمْ جَوادَكَ مِن عَدْوٍ يَخِرُ بِه
مِن شاهقٍ صوب الفِجاجِ
الفاغِراتِ فَمِ
فإن تدَحرَجْتَ مِن جُرفٍ بِشاهقةٍ
فَلن يُداوي التَداوي الجُرحُ مِن ألمِ
وإن تَراجَعَ مُرتاعاً بِصَهوَتهِ فَلن
يُآخَذُ بالإلجامِ والندمِ
فالفارسُ المِغوارُ مَوئِلهُ حَتماً
صَهيلُ الخَيلِ في الرِمَمِ
أو أنه باسطٌ كَفَيهِ مُغترِفاً مِن
السَرابِِ بِوادٍ مُقفِرٍ شئِمِ
يَرجوا النَجاةَ ببِئرٍ قد غدىٰ
من التَصَحُرٌ يابسٍ عَسِمِ
ولن تُداوي جِراحَ النفسِ بارقةً
مِن سَيفِ مُحتدِمٍ ومُلتثِمِ
فالنفسُ لاتَرتَوي قَطراً بِذائبةٍ
مِن سَيفِ أضغاثٍ لمُحتَلِمِ
إلا إذا كانَ الدُخولُ الىٰ هَيجاءُ
مُعتَرَكٍ ومُحتَدَمِ.
قد أوجَبَ الغَدرُ إذ ذاكَ الولوجُ
بِها مِن مُعتَدٍ غَشِمِ
فأرفَع حُسامَكَ مسلولاً وَمُمْتَشَقاً
وأضرِب حَوافِرَ أفراسٍ
لِمُقتَحِمِ
مِن ها هُنا قَد مَرَ مُرتَحِلٌ نَحوَ
العُلىٰ يرجوا لقاء المُنعِمِ
مُخَضَباً بِوَريدِهِ لايرتجي من بعد ذلك مِنحةً من مُكرِمِ
أما سُؤالَك كُرمةً مِن غَيرِهِ فَبِها
يُجازا دونَها المُرَغَمِ
شَتانَ بَينَ كريمةٍ يَنجو بِها
وقبيحةٍ يَدنو بِها من مَرغَمِ
فَبِها تُكَرَمُ أنفُسٌ نَحوَ العُلىٰ
نَحوَ ضِياء الأَنجُمِ
وَبِها تُساقُ أنفُسٌ نَحوَ الرَدىٰ
نَحوَ لهيب الحِمَمِ
في مَوقِفٍ تُسائَلُ النفسُ بِما
قد قَدمَت مِن مَكرَمِ
لن ينفع القرطـاس إذا لَـمْ
يَرتَوي وَيَشتَفي من قلمي
بِمِدادهِ كُتِبَت حُروفُ النورِ
مِن رَبٍ كريمٍ أرحَمِ
بقلمي
فاضل الجاروش
تعليقات
إرسال تعليق