ولـــو أن
*******
لوْ أنها قَدْ تَجَلتْ في مُحاسِنِها
لَغادَرَ الشِعرُ مَهزوماً من الخجلِ
وَلو أنَ عّصفوراً تَغنىٰ بِأيكَةٍ
لَزَقزَقَ هَيماناً بِصَوتٍ يُهللِ
ولَو كانَ لِلوَردِ ريحٌ تَنسَمَ صُبحُهُ
لَكانَ ضُوعُكِ يَعلو هامَتَ الجبلِ
وَلَو أنَ رَميَتَها فارَقَتْ قَوساً
تَنَكَبتْهُ لَماتَ مِنها الفارسُ البطل ِ
ولَو أنَ أَسقاماً أُصيبَ بِها الفَتىٰ
لأبرَأتهُ بِلَثْمِ مَكان السُقمِ والعِللِ
ولَو أنَ خَلايا النَحلِ قاطِبةً تُقَطِرُ
أكْوابَ شَهدٍ رائقِ العسلِ
لَما تَساوىٰ في تَذَوُقِهِ مَعَ ما يَسيلُ رِضاباً مِن فمٍ خَجِلِ
وَلَو أنَ ضِياءً تَجلىٰ مِنْ مَشارِقِهِ
لَسارَعَ الصُبحُ نَحوَكِ خائفاً وجِلِ
ولَو عانَقَ الإصباحُ مَغرِبَها لَسادَ في الأرجاءِ مِن ضَوِئها الأملِ
ولَو أنَ مُحياها تَكَلَلَ رَوعُهُ بِقَطرِ
النَدىٰ مُتساقطاً من شدة الخجل
ولَو كانَ فُؤادي غَيرَ مُعتَكِفٍ لَكانَ
لهُ مِنها رَفيفْ الطَيرِ في وَجَلِ
وَلَو كانَ خَيالُ المَرئ مُسعفُهُ
لما تَمنىٰ سِوىٰ ماتَحتَوي الكُلَلِ
*****************
بقلمي
فاضل الجاروش
تعليقات
إرسال تعليق