دمع فتان .. .. للأديبه الشاعره / ميسون يوسف نزال

دمعٌ فتّان
******

هنا منتصفُ الظلامِ
تشيرُ الساعة إلى الصفرِ
بعدَ وهجِ اللقاءِ
مازلتُ قابعةً ببحاري الآمنةِ
وأمّي نجمتي التي لم تطفِىءْ ضياءَها في سقفِ الخيال
أنانيتي تحرِمها حقَّ النومِ
في لججِ السّحابِ
شرسةٌ أنا وجريئةٌ في حبي لها
تراني تارةً طفلةً مشاغبةً
وتارةً أخرى أنسابُ على دفاترها
كحبرٍ طائشٍ ليسَ له قرار
ضائعةٌ أنا بينَ أذرعِ الأيّامِ
أيعقلُ يا أمي أن ينبتَ الحرفُ مرةً أخرى فوقَ جبينَ النسيانِ؟
ها قد غرستِ رايةَ العدلِ
فوقَ شمسِ القدرِ
ثمَّ مضيتِ... واغتربتِ...
لم تنتحبْ دقاتُ قلبكِ قبل أن يدوّنَ التاريخُ مأساةَ الأبطالِ
تمزّقَ أفقي بسيفِ الظلمِ
مازلتُ أنتعلُ أرصفةَ الحزنِ
في صقيعِ الغربةِ
أبحثُ عنكِ في الأنا
لم تكتفِ حواسي بضمكِ ذاتَ ليلةٍ
بل مازلتُ أحتضنكِ بصمتِ عزلةِ أوجاعي
لأنكِ في عمري لستِ سوى ظلاًّ أستبيحُه كلّما راودتني الذكريات
أقلّمُ أظافرَ الأمسِ البعيدِ
أعودُ إلى عشراتِ الرسائلِ
أقبّلها... أحنو عليها كما تحنو الحمائم على صغارها
أغرسُ في أعماقِ عيني صورةَ وداعِ يديكِ حين قدّت ثيابي أمامَ الملأ
تصرخين بعتابٍ صاخبٍ
لماذا أيّها السفرُ تسرقُ من قلبي أملَه
تخترقينَ جدارَ الودِّ وقوانينَ الحبِّ
تغتالينَ آخرَ نطفةٍ للحياةِ
بأجملِ دمعة
تعلمينَ أنني راحلةٌ إلى حيثُ اليباب
تسكبين على قسماتِ وجهي خارطةَ الرحيل...
يوقدُ الأتونُ في صدركِ نارَ الشّوقِ
فلا أنا عائدةٌ ولا أنتِ قادمةٌ...
تسلبُ الظِّلالُ حكايتي
أتيهُ في فلكِ الاغتراب...
ألملمُ آخرَ شراعٍ نصبته قبل أن يسقطَ في مقلِ نسورٍ طغاةٍ
إنها آخرُ ساعةٍ ودّعتُ فيها طفولتي
فوقَ أراجيح السأمِ
أبعثرُ لهفتي إليكِ في صناديق لم يُنفض عنها الغبارُ منذُ أعوامٍ مضت...
كلّ الرحلاتِ إليكِ مفقودةُ التذاكرِ
لا تنتظريني فإني هنا أحتضر... في صفحةٍ من بحيراتِ أعماقكِ...
أتركُ ورائي آخرَ سطرٍ
أحبكِ وكفى...
********
بقلمي/ميسون يوسف نزال


تعليقات