طفلتي .. ..للأديبه الشاعره المتالقه / ميسون يوسف نزال

" طفلتي "
***********

يا نجماً أضاءَ بعتمةِ ليلِ النَّكبةِ
يا سُنبلةً نبتَتْ رغمَ ظروفٍ صَعْبةٍ
يا دمْعَةَ طلٍّ فوقَ وريقاتِ الفلِّ..
المزروعةِ في الغُربةِ
قلمي لا يكتبُ شِعْراً
أو مرثاةً
أو صرخةَ إكبارٍ ...
بل يدخُلُ محرابَ الرَّبِ
كي يقطِفَ بعضَ الأشعارِ
طفلتي ..
حينَ رأيتِ الدَّمعةَ في العَيْنينِ
عَرَفتِ كيفَ يُحاولُ
بعضُ المفطورينَ على حبِّ القَتْلِ
ووأدِ العَسَلِ في بطنِ النَّحْلِ
حين رأيتِ الشَّعْرَ الذَّهبِيَّ
المنثورَ على الكتفينِ
عَرَفْتِ كيفَ يُحاولُ بعضُ
هواةِ القتلِ
حَرْقَ سَنَابلِ قمْحٍ
في زمنِ المَحْل
طفلتي
حينَ ضَحِكْتِ لقبلةِ والدِكِ المغدورِ
لم تدري أنَّها آخرُ قبلةٍ
حين تركْتِ الشَّعرَ الذَّهبيَّ
يُمَشَّطُ بينَ أصابعِ أمِّكِ
لم تدري أن الشَّعْرَ يُمَشَّطُ
من تلكَ الأكفِّ آخرَ مرَّة ..
حينَ وقفْتِ على طرفِ الشَّارعِ
و أشرْتِ لمنْ في البيتِ
وداعاً ..
لم تدري أنًّك تُلْقينَ عليهم
آخرَ نظْرة
طفلتي
لا تبكي ..فدموعُ الأرضِ ومنْ في الأرضِ
لن تُنْبِتَ في قلبِ الأعداءِ سوى
فرحةً .....و شماتة
لا تبكي للثَّأرِ حُماتُه
لا تبكي .. قد صارَتْ كلُّ أناملِ أطفالِ
بلادي .. طَلَقاتِ رصاص ٍ..
صارتْ أمنيةُ الواحدِ منهم
أن يعرِفَ كيفَ يُناضلُ
صارتْ أيديهم أشجاراً وقنابلْ
صارت أعينُهم مقذوفاتٍ حربيَّة
فأطفالُ بلادي قبلَ تعلُّمِهم
حروفَ العربيَّةِ ..
عرفُوا مقدارَ البترولَ الَّلازمَ
في صنعِ زجاجاتٍ ناريَّة
عرفُوا ماذا يعني فرْضُ
الأحكامِ العرفيَّة
عرفُوا معنى اليُتْمِ
ومعنى النَّفي الإجباريِّ
ومعنى الدَّولةِالوطنيَّة
عشقُوا الحريَّة
عرفُوا لونَ العلمِ المجبولِ
بقطراتِ الدَّم
عرفُوا ما بينَ خطوطِ العلمِ الأزرقِ
من ظُلْم ....
لكنْ مَنْ يزرعُ شَوكاً .. هل يجني
غيرَ الأشواكِ ؟
منْ يزرعُ ريحاً .. هل يقطفُ
غيرَ الأنواءِ ؟
منْ يزرعُ حقداً .. هل يلقى
غيرَ صواريخَ وبيارقَ حمراءَ ؟ ..
*****************
بقلمي /ميسون يوسف نزال


تعليقات