جاءت تُعاتِبني
-------------------- من البحر البسيط
محاكاة لقصيدة الشاعر لسان الدين بن الخطيب :
جاءَت مُعذبتي في غَيهب الغسقِ
كأَنها الكوكب الدريُّ في الأُفقِ
------------------------------------------------------------------------
ماذا أَقـولُ لِجَفـنٍ مُسـهَـدٍ أَرِقِ
يَقيـدُ وَجـداً وَطَعـمَ النَّومِ لـمْ يَذُقِ
يُدميهِ دَمعٌ هَتونٌ كلَّما سَجعتْ
على الغُصونِ شَجيَّاتٌ مِنَ الوُرقِ
رَبيـبُ وَجـدٍ إِذا هـاجَـتْ بَلابـلُـهُ
فـالـدرُّ يَـنـثُـرهُ مـنْ مَــزنِـهِ الـغَــدِقِ
يَزورُه طَيفُها في النَّومِ هَدهَدةً
كَما نَسيمُ الصِّبا يَسري على الحبَقِ
جاءَتْ تُعاتِبُـني لَيـلاً ، يساوِرُهـا
بَعضٌ مِنَ الشَكِّ بَينَ الخَوفِ والقَلَقِ
كَأَنَّ سودَ الليالي في غَدائِرها
فَيضٌ مِنَ المِسكِ أَو جزءٌ مِنَ الغَسقِ
لَو داعَبَتْ شَعرَها ريحُ الصِّبا شَغفاً
لَأَســفَـرَتْ عَـــنْ صَبـــاحٍ دائِـــمِ الأَلـــقِ
وَتَـحــتَ غُـرَّتِـهـــا عَـيـــنـانِ أَشـرَقـتـــا
كَـنَجمَـتَـيـنِ مِـنَ الأَلـمـاسِ فـي الأُفُـقِ
فَما وَميضُ بُروق المَزنِ إن سَفَرتْ
عَن العُيـونِ يُضاهـي وَمضَةَ الحَـدَقِ
قَـد أَقبـلَتْ وَدُمـوعُ فَـوقَ وَجـنتِـهـا
مِـن مُقـلَـتَيـهـــا كَشـلاَّلٍ مِـنَ الـبَــرَقِ
تَكـادُ تَرشَـحُ عِطـراً كُلَّمـا خَطـرَتْ
فَيَسكَرُ الرَّوضُ نَشواناً مِـن العبَـقِ
مِن شُرفَةِ الغَيمِ عَينُ البَدرِ تَرمُقها
خوفاً عَليها مِنَ الأَشباحِ في الطُّـرقِ
لَولا حريرُ عَذارَيها لَما لَبستْ
شَمسُ الأصيلِ رِداءاتٍ مِن الشَّـفقِ
شِعر
أَكرم عبدالكريم ونُّوس
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق