" غَلالةٌ رَقيقةٌ"
**************
أَيّها المُشاغبُ في أَركانِ القصيدةِ
مازلتُ أَبكيكَ
كَشَمعةٍ تُنازِعُ سَكراتِ المَوتَ الأخيرةِ
تُحاوِلُ البقاءَ
كدَمعةٍ خَرساء
تُحاصِرُها قُيودَ الخيبةِ
بينَ جِفنٍ وَهُدبٍ
تَسقطُ على خَدِّ الحقيقةِ
كقاربٍ مهجورٍ
يطفو على شاطىءِ الذّكرياتِ
تُثيرهُ أمواجُ الْغَدرِ
فَيرفضُ الهزيمة
مازِلْتُ أَرثيكَ
كَقلمٍ جفَّ حِبرُهُ
في حروفي التي باتت بَينَ
سطوركَ رَهينة
مازلتُ أُقدّسُ الماضي
وأعانقُ رسائلَ الحُبِّ
التّي كنتُ أَرفلها في سَقطتي العَظيمة
كَيْفَ تَجرّدتَ مِنْ أسْلِحةِ الشْوْقِ
وَغادرتَ رافِعا رايةَ الوَداعِ
تُعانِقُ سُفنَ الرّحيلِ
كطَيْرٍ يائسٍ من رِياحِ الخريفِ
يخشى على نَفسِهِ
منَ السّقوطِ في غَضبِ الطّبيعةِ
أخْبرني
كَيفَ تَجرُؤُ على نَبذِي
وأنا كالطّفلةِ
يُرعِبُني ظلامُ الأمسِ
تُخيفني أَشباحَ القَدَرِ
تَقتاتُ منّي أَحْلامي البَريئةِ
تِلكَ التّي نَقشناها معًا
على خَدِّ المَدينةِ
أَيُعقلُ أنْ أنساقَ خَلفَ ظِلِّكَ
وَكَلِماتكَ مازالتْ تَلسَعُني
كَنَحلةٍ توقِظُ الوَجَعَ كلّ دقيقةٍ
أَعد إليّ حَقيبتي وشَمسي ونَهاري
وماتبقّي منّي فيكَ
يا لَحنَ النّاي المُرْهَقِ
مِنْ قِصصِ العُشّاقِ
وَعِبءِ الذّكرياتِ القَديمةِ
سأَشرُدُ كَغزالةِ تَفرُّ
مِنْ ذِئابِ الصّيفِ ذاتَ مساءٍ
وهيَ تَعلمُ أَنّها في ذاكَ الفصلِ
وَحْدَها الفَريسةِ
خُذني إلى شُطآنِكَ
على مَتْنِ سَفائنِ عِشقِكَ
فَإنّي أَرفضُ المَوتَ هنا كَطَيرٍ
اصطادتهُ أَنامِلُ الظُّلْمِ البَغيضةِ...
*******************
بقلمي/ ميسون يوسف نزال
/فلسطين
تعليقات
إرسال تعليق