لفافه بلا نار . ..للاديبه الشاعره / ميسون يوسف نزال

لَفّافَةٌ بِلا نارٍ
=============
وَأَتَساءلُ
 كَيْفَ أَضُمُّكَ إلى قَصائِدِي؟
وَحُروفُها كَمَدينةٍ غَفَتْ
على وَهْمٍ واسْتَيْفظَت على أَمَلٍ
تَتَسَوّلُ ابْتِسامةَ كُلّ صَباحِ
سُطورُها العَذْبَةِ
تَقْفِزُ من وَلَهٍ إلى وَلَهٍ
تُقَلّبُ ماضيكَ
تُطَوٍقُ أَحلاما قَدْ عَبَرت
تَخْتَلِطُ بِأَنْفاسِكَ
تَتَسَلّلُ داخِلَكَ
تَغْرَقُ في الأَعْماقِ
تَفِرُّ مِنْها كَقطيعِ صادَفتُهُ
ذِئابًا وَأمطارا..... 
وَحينَ تَسْقُطُ
 في شِباكِ الأَيّامِ
تَزُلُّ قَدَماكَ مَنْ فَوْقِ الجِدارِ
فَيُصيبُني الهَلَعُ
كَحُلِمٍ مِنْ نافِذَةِ قِطارِ 
يَنْسٌكِب في أَوّلِ مُنْحَدَرٍ
فَيَموتُ فيكَ الرّجاءِ
ويُعاوِدُكَ الحَنينُ لِرِسائِلي
تَضُمُّها بِقَسْوَةِ
تُبَعْثِرُ حُروفها على شِباكِ الزّمَنِ
تُمَزِّقُها.... تُطْفئُ لَوْعَتَها
تَلْثُمُ آخِرَ كَلِمَةٍ في آخرِ سَطْرٍ
فَتَنْصَهِرُ الأشْواقُ كالخَيالِ
وَتَبْحَثُ عَنْ لَفّافَتِكَ
عَلّكَ تَجِدُها في قَصيدتي
لِتُشْعِلَ فَتيلَ الْحُبِّ
لِأَنَكَ تَرْفضُ فِكْرَةَ النّسيانِ
عُدْ إلى مِرآتِكَ
ابْحَثْ عَنْ سَعادَتِكَ
في وَجْهِكَ المُحْبَطِ
كَلُؤْلُؤَةٍ فَقَدتْ بَريقَها
عَبْرَ الأَزْمانِ
سَأَظَلُّ أَنْتَظِرُ جَميعَ حَواسِكَ
لأَضُمًّكَ في غُموضِ أَحْلامي
وَحينَ تَتَسَلَّقُ وُعودُكَ
خاصِرَةَ الْمَوْتِ
لا تَعُدْ فَالتُّرابُ
لا يَحْمِلُ الْعِبءَ مَرَّتَيْنِ
إنْ كُنْتَ لا تَدْري؟
اذْهَبْ لِلصّلاةِ في مِحْرابِ الرّبِّ
واطلُبْ أَنْ يُخَفِّفَ عنّي وَعَنكَ
 أَلَمَ الغِيابِ
سَأكونُ مَرفأ لِوَقْعِ جُنونِكَ
على سَلالِمِ الْقَدَرِ
يا مَنْ هَزَمَتُهُ
 أَعْتابَ الْمَدينَةِ
حينَ حاوَلَ الفِرارِ
فَيَعودُ بِلا أَضْلُعٍ كَصَيّادٍ
على زَوْرَقٍ فَقَدَ مِجْذافَيْهِ
آخِرَ النّهارِ
اصْمُتْ لا تَقُلْ شَيْئًا 
فَإنّي سَئِمْتُ الانْتِظارَ.....
===============
بقلمي / ميسون يوسف نزال 
/فلسطين


تعليقات