سجن خوص ... ... للشاعر المبدع / محمد التوني

سِجْنٌ خُوُص
========
الحرب ما زالت تدُّكُ حصوننا
و تُرَوِّضُ الأفعى و تَهْدِي العاص
و قلوبنا التي بين ضلوعنا
لا ترتوي إلا بطلق رصاص
و ضِباعُ بادِيَتِنا الذين لَهَوْ
لن تردعهم صرخة الحُراس
و أُسُود غابَتِنا التي جُرِّفَتْ
قد ظفرتْ بهم يَدُ القناص
و بقية الوجوه التي نَظَرْتهم
شَغَلَتْهُم جِلْسَتُهم مع الجُلَّاس
و بعد أن هَزَمَ السرابُ جَمْعَنا
نادوا في الهواء على الخَوَّاص
سَمِعَهُم بعد طولِ صِيَاحٍ
يُنادونه أن مَلِّكْنا يَدَ السُيَّاس
لكِنَّه طَاوَعَ ما طَرَقَ سَمْعَه
أن إِصْنَعْ سُجوناً لِكُلِّ الناس
و أجعلْ منها تابوهاتٍ لهم
حتى ينسلوا مِن الأجداث
فإذا قاربوا على نهايتهم
 عِظْهُمْ بخَنَّاسِهم الوسوَاس
و مَنْ تَبِعَهُ أبلغْهُ مأمنه
و مَنْ عَصَاهُ أَسْقِهِ ذا الكاس
و لا تَسَلْ لِمَا هذا و ذاك
 فمثلك قد غَيَّبَهُ الإحتراس
هكذا قد وَعَدَ دَجَّالُهم
   وَعْداً مكذوباً دون أساس 
فأستيقظ يا كلَّ ناجٍ هيا
 قبل أن يَفْرُغ لك الخَوَّاص
............     .............  .......
     بقلمي/  محمد التوني


تعليقات