قصة قصيرة .. ( لحظات عجز ) .
🌁🌁🌁🌁🌁🌁🌁🌁🌁🌁🌁
كالعادة عدنا من المدرسة إلى البيت ، تناولت الأكل وأخي بسرعة وخرجنا لنلعب قليلا قبل عودة أبي من العمل ..لحظات قليلة رأيت سيارته آتية ، دخلنا البيت وجلسنا أمام شاشة التلفاز ..برهة وصل الأب وعلامة التعب بادية على وجهه وعلى قدميه اللتان يجرهما جرا ..لم أترك له فرصة طرح سؤاله المعتاد ..كنت أسرد له كل كبيرة وصغيرة عن يومنا في المدرسة وهو يصغي باهتمام ، قاطعني رنين الهاتف ، فصمتت وتركت الفرصة لأبي ليرد عن المتصل ..علمت أن المتصل عمي الذي يسكن بعيدا عنا ..نظرت إلى أبي بعد إنهاء المكالمة ، فوجدت ملامح وجهه قد تغيرت وتعكر مزاجه فعوض أن يسترسل في الاصغاء إلي بادرني بسؤال آخر : " هل لديكم واجبات مدرسية الليلة !؟ " ، اجبته : " نعم ، لكنها ليست كثيرة " ، رد على بنبرة غضب وحزن " لا يهمني ! أسرعوا إلى السيارة ، سنسافر ! " ..
هرولنا نحو السيارة مسرعين وألف سؤال يجوب خاطري ، ( إلى أين سنسافر !؟ ما الذي حدث وعكر مزاج أبي !؟ ...) ، ونحن في الطريق تجرأت وسألته :" لماذا كل هذه السرعة يا أبي !؟ " ، رد علي بكلمة واحدة " إلى المستشفى ! " ، سأله أخي الصغير ولماذا المستشفى بالتحديد ! " ، جينها أخبرنا أن جدتي مريضة وستجرى لها عملية جراحية عاجلة ...
تذكرت جدتي آخر زيارة لحظتها كانت تنظر إلينا دون أن تتعرف علينا ، كأن ذاكرتها مسح فيه كل شيء ولم يبق من صور الأحباب أحدا ..وصلنا المستشفى ..وجدنا عمي ينتظرنا ..قادنا إلى الغرفة المخصصة لها ..الحمدلله كللت العملية بالنجاح ..فرحنت الأسرة بسلامتها أياما قليلة ، وحزنت حين سرقها مهنم الموت محولا الفرح إلى مأتم ..
🌁🌁🌁🌁🌁🌁🌁🌁🌁🌁
بقلمي/الطفلة :( ملاك عبدوه )
المستوى السادس ابتدائي .
٢٩ / ٣ / ٢٠١٨
تعليقات
إرسال تعليق