كَالذِي ياتي مِنْ بَعِيد
......................
نَافرٌ مِنْ وجْهةِ الوقتِ
إلَّا اشْتهاءٌ
لِمَا طالهُ السفرُ
المائدةُ عامرةٌ
بِصَخبِ الغِيابِ
والقَصبُ
يابسٌ
يَأنُّ عَلى مَا تَلاشى
مِنْ بيْنَ يَديْ سومريةٍ عائمةٍ
علَى رَاحةِ العراءِ
المَجَاذيفُ التَاركةُ صَدَاهَا
لبقَايَا مَشَاحيفٍ منكوبةٍ
بالهَزيعِ الاخيرِ
لجَنَّةِ عَدنٍ
تَتْلو عَلى مَرئَى العزلةِ
قصَائداً لمُدنٍ
غَادَرها المَاءُ
فَمَاتَتْ صَدِئةً
كُلُّ
السِلالِ مُمْتلئةٌ
بحَشَفِ الازْمنةِ المُترامِيَةِ الاعْياءِ
ونَيَاشينُ الفُردُوسِ
مَازالتْ
تَتَنفَّسُ مِنْ رِئَةِ الذِّكْرى
مُدناً غَادرتْ
ولَمْ يُعَاودُ الاتِّصَالَ بها حَنِينٌ
خَواءٌ
فَاحشٌ
ينْبتُ فيْ
سِنْديانةِ الوَقْتِ
عوَاءٌ
يُمَزِّقُ ستارةَ السُكُونِ
فتَرْمي النُجومُ لُعَابَها باحْضَانِ المَسَاءَاتِ
فَلَا تَرى غَيرَاشْباحٍ لارْوَاحٍ مُعذَّبةٍ
تغْفُو فيْ مَهْدِ التَاريخِ
وَتهزُّها كفُّ الظَليْمةِ
ومَازالتْ تَحجُّ الطُيورُ كلَّ مُوسِمٍ لقَاحٍ
تَطوفُ عَلى اعْشَاشٍ خَاويةٍ
لَمْ يَبْقَ فيْها
غَيرُ قُشُورٍ لازْمِنةٍ مَصْلوبةٍ
عَلى مَشانقِ النِكرانِ
تَعجُّ العَصافيرُ بصِراخِها
تنْحَبُ
عَلى قشٍ لبقَايَا حَدائقٍ غَناءٍ
وتَنُّور مغْدُورٍ
مَازالتْ تَخْتبئُ فيْهِ جَمْرَةٌ
بانتِظَارِ إيابِ رَغَيْفٍ
وَاثارُ مَنْ لاأثرَ لهَمْ
عَالقةٌ بوجهِ الازْمنةِ
كسَفينةِ نُوحٍ وهْيَ تَنْبتُ فيْ جَبلٍ أشَمٍ
هُناكَ مَرسَى لابْجَديِّةِ عشَّاقٍ
وَرائِحةُ بخُورٍ
تخْرجُ مِنْ ببنِ مَسَامِ الطِّينَ
ونَشيدُ صبْيَةٍ
تَعَلَّقْنَ بفَوانيسِ الفِتْنةِ
بانتِظََارِ
اوْليَاءِ قُلُوبهنَّ
قاسم خلف
2016
تعليقات
إرسال تعليق