ست الحبايب .. ..ق.ق للأديبة المبدعه/ أمل هاني الياسري

ست الحبايب
كلما ضَحِكَتْ صَغُرَتْ عيونُها، تنغمسُ في محجريها الصابرينِ، ومعها يتسعُ قلبي وجعاً وحزناً، وأغارُ عليها لئلا يشاركني حبَّها أحدٌ، أبدو عاجزةٌ بدونِها، فأنا آخرُ العنقودِ لديها، وأتمتعُ بصلاحياتٍ كثيرةٍ مع أمي، وأتمنى الموتَ على أنْ تعيشَ مائةَ عامٍ بدلاً مني، حبُّها هو السلطةُ الوحيدةُ التي أذوبُ معها بلا تظاهرٍ أو احتجاجٍ، قالَتْ لي: عندما أرحلُ تأكدي بأنَّي بذلْتُ كلَّ ما بوسعي لأبقى.
قالَ لها إخوتي: اماه ... سيأتي الطبيبُ ليعالجكِ، والجرعةُ الكيماويةُ يتمُّ تحضيرُها بعنايةٍ، ونحنُ بجانبِكِ ولنْ ترحلي.
أمستْ ترقصُ فوقَ النارِ من شدةِ الألمِ جراءَ الجرعةِ ولم تهدأْ، لكنَّها بدأَتْ في لحظاتِها الأخيرةِ تلفتُ انتباهَهم لتقولَ لهم: راقبْتُ طفولتَكم، ونومكَم، وصحوتَكم، ولعبَكم، وكتبَكم، وطرائفَكم، وحديثَكم، ومراهقتَكم، وشبابَكم، وأطفالَكم ألا يكفي هذا؟ دعوووووني أرحلُ بسلامٍ.
قالوا لها: ماذا لو كانَ ما نشعرُ بهِ نحوكِ ليسَ حباً؟ ماذا لو كانَ أكثرَ من ذلكَ؟
قالَتْ لهم: وماذا لو كانَ هناكَ مَنْ يحبُّني أكثرَ منكم؟! ثم رحلَتْ.
بعدَ عشرِ سنواتٍ أقنعْتُ الجميعَ بأنَّني نسيْتُها، وأنَّهُ لا اعتراضَ على حُكمِ الباريء (عزَّ وجلَّ)، ولكنْ كيفَ أقنعُ نفسي بذلكَ؟؟؟!!!
أمل هاني الياسري/ العراق


تعليقات