★أخذها الغراب وطار ... ..للأديبه/ فاطمه مندي

أخَّذْها الغُراب وطار
★★★★★★★★
أين يذهبُ المرء إن تراكمت الأحزان على قلبه؟!
بلغ السيل الزُبى إنتَظْرتْ جائزتي حتى تفتت عافيتي،
بَكيّت بِقُوّةٍ أذهَلَت الحنين، وإنطفأتُ كسيجارة بِيَدِ مُدْمِن .
هاتفتني صديقتي في صباح أحد الأيام؛ كي تبشرني بفوزي بالمركز الأول، في مسابقة علي مستوى الوطن العربي.
سألتها ونفسي تتوجس خيفة عن صحة الخبر: كيف عَرفْتِي؟!
قالت لي إن أحد المحَّكمين عمها، وهو يعلم مدي علاقتي بكِ لقد فازت مجموعتك القصصية بالمركز الأول بإجماع لجنة التحكيم.
طرت فرحاً، بل تخطت مخْيلتِي حدود السعادة، بت كالتي أصابها مس من الجان، ابكي وأضحك في أن واحد، اتحرك حركات هستيرية في الشقة، ادخل وأخرج من شقتي، من حجرتي، من شرفتي، افتح الثلاجة اتسمر أمامها، أنظر الي الطعام، الي الفاكهة، الي قارورات المياة ، أتناول بعض قطع الفاكهة ثم اردها في اوانيها،
بت كالتي اصابها جنون، انظر من الشرفة اريد محادثة الجميع، اريد أن اشاركهم فرحتي، اريد محادثة الشوارع، الأشجار، العصافير فوقها، الماره الذين لا اعرفهم.
كنت احس أنني طائرة فوق السحاب، حتى أنني لا أعلم هل تناولت طعامي أم نسيت، فأنا احس بالشبع، وبالسعادة.
جاء يوم الحفلة، ذهبت مبكرة، جلست في الصف الثاني، لأنني استحيٍّت أن أكون قبالة منصة توزيع الجوائز.
كنت أفرك في مكاني، أُسوي هندامي، اتحسس خِماري، افرك أناملي، امسك مسند المقعد الذي أمامي أتحرك كالتي اصابها توحد، هيهات علي هذا الإنتظار لقد قتلتني الفرحة وشتت ثباتي وانفعالي، أريد أن يمر الوقت سريعاً، بدأ توزيع الجوائز، قلبي يرتعد، تتساقط دموعي.
الفائز الثالث، الفائز الثاني.
وقفت، بل وتسللت وبدأت صعود الدرج، لكي اصرخ بحرية عندما ينادى علي الفائز الأول، لم استطيع أن أحجب الدموع ولا أن أحجب فرحتي، كنت اصعد الدرج وأنا أبكي فرحتي وبحياء شديد.
نوديَ علي الفائز بالمركز الأول صرخت ولوحت للجميع بالدموع وبذراعي، وسمعت الأسم (محمد محمود).
لم انتبه أول الأمر بل وظللت الوح بصوت مرتفع، وبهستيرية عالية.
عندما انتبهت لواقعي، ارتعد قلبي ألما، تسمرت لبرهة، لم استوعب المفاجأة، ثم جمعت شتات نفسي، ونظرت للجميع وجدتهم جميعاً ينظرون في إتجاه الفائز، ولم يعرن أحد م نهم ادنى إهتمام،
أطلقت لاقدامي العنان ، هرولت كمن سمعت خبر حزين أو جاءها خبر سيء، محدثة نفسي الحزينة:
عن أي جائزة تكلميني؟! وبأي ناس تُذَكِّريني يكفيني؟! لقد كُسر قلبي، إن جائزتي قد أخذها الغراب.
★★★★★★★
بقلمي/فاطمة مندي



تعليقات