قصّة البلبل والغراب
💫💫💫💫💫
كان في قديم الزمان وفي كلّ زمان غراب شاقه أن يكون طائرا كالبلبل ولا يملك صوتا عذبا مثله فصبغ ريشه متنكرا ببهيّ الألوان  التي اختلسها من الفراشات والورود وكان أوّل المصدّقين بأنّه أصبح بلبلا غرّيدا فحطّ على غصن يوشك على السقوط وشرع في النّعيق لكنّ ألوانه الزّاهية  المستعارة كانت تخفّف من نشاز صوته وتجذب بجمالها الانتباه إليه وكان البلبل من الّذين سحرتهم الألوان وأدرك أنها تستر بشاعة الغراب فخفّق نحوه وحطّ على الغصن بجانبه واخذ يردّد ما ينعقه الغراب ظنّا منه أنّه يتآزر معه في إثبات نفسه كطائر غرّيد لكن وقع ما لم يكن في الحسبان إذ انتفض الغراب غاضبا من مبادرة البلبل واتّهمه بسرقة الأضواء منه ونيّته المزمعة في شغل الانتباه عنه وفي غضبة الغراب العاتية بان ريشه الأسود وقد أزال الحقد صبغة ألوانه البهيّة وشدّ على الغصن بصلف فانقسم من تحته وانفضّت عنه كلّ الطيور حتى لا يخدشها الغصن وظلّ البلبل حائرا مؤنّب الضمير هل أذى الغراب حين تجاوب مع نعيقه أم أذى نفسه لأنّه حطّ على غصن موشك منذ البداية 
على السقوط..
💫💫💫💫💫💫
بقلمي/ وفاء الرعودي-تونس



تعليقات