صفير البُلبُلِ
********
أبو سعيد الباهلي
الأصمعيُ المَنهَلِ
ابنُ قُرَيْبٍ، جَدُهُ عبدُ
المَلِك أبنُ عَلي
في مُستهلِ شعرِهِ
صَوتُ
صفيرُ البُلبُلِ
صوتٌ تحدىٰ الغَزلِ
وَرَفرَفَتْ أنغامُهُ في
المَنزِلِ
فَأطرَبَ المُتيمِ
المُنعَزِلِ
وهامَ شَوقاً رِفقةَ
المُؤَمِلِ
وَذابَ مِن أنغامِهِ في
العَسَلِ
صَوتُ صَفيرِ البُلبُلِ
قَدْ ضاقَ ذَرعاً
بالتَصَبُرِ عَندَلي
يَشدو صَفيراً
مِن هَواهُ تَبَتُلِ
قَدْ كانَ شَمَرَ
للغمامِ جَناحَهُ
حتىٰ تهاوىٰ
حُلمُهُ المُؤَمَلِ
فانساق يجري
باتجاهِ المَنزِلِ
صوتُ صَفير البُلبلِ
قد لاذَ في قَفصٍ
تَزَيَنَ سَقفُهُ بالصَندَلِ
لكِنَما لَمْ يَشتفي
فُؤادهُ من عِلَلِ
وانقطع الصفيرُ
ذاكَ الجَلجَلِ
وارتَعَشَت أوصالهُ
من ظُلمَةٍ لا تَنجَلي
في قفصٍ مُغَلَقٍ
جُدرانهُ مِن حُلَلِ
صوتُ صَفيرِ البُلبُلِ
قد حان وقتُ المأكَلِ
وحانَ وِردُ المَنهَلِ
ثم التأمُلُ مرةً أُخرىٰ
لبابِ المَنزِلِ
هل من سبيلٍ للهرو بِ وَتركِ ذاكَ المَرجَلِ
ولايعود لسِجنِهِ
ويعودُ صوتُ البُلبُلِ
جَذلانَ فَوقَ سَنابُلٍ يَحدوهُ صوتُ
المِنجَلِ
وفواكهٌ خُضرُ الغُص
ونِ تنامُ فوقَ السُنبلِ
والريحُ تلعبُ بالهِضا بِ مع الصَفيرِالأجملِ
صوتُ صَفير البُلبُلِ
حُلُمٌ يُداعبُ رأسُهُ
في كُلِ ليلٍ أَليَلِ
حتىٰ الصَباح تَفكُراً
وتامُلاً وتَملمُلِ
لكنه يأبىٰ الخُروجُ
إلىٰ الرحابِ الاجملِ
خوفاً علىٰ ذاكَ الذي
قد نالهُ مِن مَشربٍ
ومأكلِ
وعلىٰ جَمالِ مَنزلٍ
مُزَگرشٍ بالقُلَلِ
يعتاشُ من غِناءهِ
وشَدوهِ
من دون أدنىٰ كَلَلِ
صَوتُ
صَفيرِ البُلبُلِ.
**************
بقلم/ فاضل الجاروش
9/9/2021
تعليقات
إرسال تعليق