ليل جريح.. ..للاديبه الشاعره / ميسون يوسف نزال

لَيلٌ جَريحٌ
**********
أَتسرِقُ مِنْ جِفني أَملاً للنّعاسِ وَتَرحل؟
أَتَسُدُّ عليّ مَنافذِ النّورِ
بظَلامِ الجُحودِ
وَتَمتطي صَهوَةَ الغِيابِ
وَلا تَسأَلْ؟
أَبَشَرٌ أَنْتَ؟
أَمْ شَرارةٌ تُضيءُ صَرخةَ الأَحزانِ
وَتوقِظُ شُعلةَ الغَضبِ
وَلا تَسكر؟
سَأُدَوِّنُ للمرّةِ الأَلفِ
نعم.....
بارِعٌ أَنتَ
في غَرسِ المَخالبِ
داخِلَ أَغوارِ العُمرِ
كَجليدٍ أَسودٍ
فَوقَ تُرابِ الأَطلالِ
كَسفينةٍ وَدّعت آخِرَ شَظِيّةٍ
في يدِ طِفلٍ
اغتالَتهُ عَواصِفُ الشّتاءِ
تَحتَ طائِلةِ الأقدار
كَحديقةٍ داهَمتها نيرانُ الحِقدِ
دونَ سابِقِ إنذارِ
كَيفَ تَجرُؤُ أَنْ تَحُثَّ خُطاكَ في أَثَري
تَسترُقُ الفرحةَ
تنصِبُ لي في طَريقي
أَشواكَ الظُلمِ
في وَضَحِ النّهارِ
تُطارِدُ أَنفاسي
مِنْ فَيلقٍ إلى دارِ
تَزْعُمُ أَنّكَ مِنْ حُرّاسِ اللّيلِ
تُصارِعُ عَتباتِ الشّوقِ
تَرْتَجُّ على قِمَمِ المَوتِ
مُستبيحًا كلّ أَسراري
تَهُبُّ كَرِياحِ الحَربِ
تَغورُ إلى أَمدٍ
كَخُيولٍ فاضت
فَوقَ تِلالِ الاستِعمار
يَصطادُكَ الغُرورُ
تُقَلِّبُ أَحشاءَ المَوجِ
تَغتالُ عَظَمةَ الحُبِّ
تَرثي كَمائنَ الماضي
تُعَلِّقُ رسائِلَ الوَداعِ
وَتقولُ أنتِ
مِنْ صُنعِ النُجومِ والأَقمار
تَهتزُّ أَعماقي المَصلوبةُ
على كَفّكَ المُترنّمِ
على سُطورِ أَشلائي
تُحَنّطُ حُروفي
كَمومياءٍ في مُتْحَفِ الأَحرارِ
تُلَوّحُ بِذِراعيكَ
تَلتَمِسُ في ضَوءِ الشُّهبِ
تُنشِدُ لَحنًا مِنْ عُذرٍ
وَتقولُ هذهِ قصيدتي
وَآخرُ الأَشعارِ
لاتُنبتْ الأَنيابَ في فَكيْكَ
لاتَزرعِ الأحقادَ
لاتُدَنّسْ العطاءَ
لاتَقلبْ صُورَ التّاريخِ
لاتَلتفِتْ لِلوراءِ
وَتَنتَهِزْ فُرصةَ الإنتصارِ
لَستُ أُحِبُّكَ
بَلْ مُقَيّدةٌ بِأَورِدَةِ قَلْبِكَ
أَصارِعُ آخِرَ الأُمنياتِ
إلى جانِبِ جِدار...
**********
بقلمي/ميسون يوسف نزال /فلسطين


تعليقات