أُنثى أَنا
-------
هيَ نَبضَةٌ ضِمنَ الوَريدِ زَرَعتُها
أَنَّى لِروحي أَن تُفارقَ روحَها
مازلتُ أَعشقُها وأَعشَقُ هَمسها
وأَظَلُّ مفتوناً بِدِفءِ حَديثِها
يَغزو الكَرى جَفني فتَأْرقُ مُقلتي
وَيرودُ طَرفي كالملائِكِ طَيفُها
مَنَّيتُ نَفسي بالهَوى حتَّى إِذا
هَتَفَتْ ..
وَسادَ الصَّمتُ في جَوَّالِها
وَبَكتْ ..
وَقد سَبقَ النَّشيجُ رَجاءَها
وَتَصاعَدتْ وَتَقطَّعتْ أَنفاسُها
فَتأَلَّمتْ روحي ..
وَأَطفأَ جُذوةَ الحُلُمِ الجَميلِ بُكاؤُها
قالَتْ:
حَبيبي لَستُ نادِمةَ ..
وَلو أَخبرتَني ..
أَنَّ الطريقَ طَويلةٌ ..
وَمليئَةٌ بالشَّوكِ والآلامِ ..
كُنتَ رَحَمتَني .
أَرجوكَ فارحَمني ..
لَقدْ تَيَّمتَني .
أُنثى أَنا ..
ما كُنتُ قَبلَ اليَومِ إِلاَّ صَخرَةً ..
تَتكَسَّرُ الأَمواجُ دونَ جُذورِها ..
ما هدَّني وَهَنٌ ..
ولا خَوفٌ .. ولا قَلَقُ ..
وَجَفني قَد سَباهُ النَّومُ ..
لا هَمٌّ وَلا أَرقُ ..
حَتَّى دَخَلتَ سَرائِري ..
أَرَّقتَني ..
وَملكْتَ إِحساسي ..
وَكُلَّ مَشاعِري ..
وَسلَبْتَ نَومي ..
صَقوَتي ..
وَأَسرْتَني .
أَرجوكَ ..
إِنِّي جِدُّ عاشِقَةٌ ..
وَلكنْ بَيننا سَدٌّ مِنَ الأَعرافِ ..
قَيَّدني .
وَهذا العِشقُ كَبَّلَ ساعِدَيَّ ..
وَشَلَّني .
هيَ مُديَةُ الأَعرافِ في وُجدانِنا ..
غُرِسَتْ تُكَسِّرُ أَضلُعي ..
تَغتالُ أَحلامي ..
وَتُقلِقُ مَضجَعي ..
هيَ مُديَةُ الجَهلِ المُعشِّشِ ..
في العَفَنْ ..
هيَ شِرعَةُ العَقلِ ..
المُخَيِّمِ في الوَثَنْ ..
أُنثى أَنا ..
لا .. لَستُ قادرَةً على الإِبحارِ ..
أَشْرعتي مُمزَّقةٌ ..
وَلا أَقوى على التَّجديفِ ..
في بَحرٍ مِنَ الأَنواءِ ..
لَو أَغرَقتَني .
أَرجوكَ سامِحني ..
فَآمالي كَمِجدافي مُحطَّمةٌ ..
وَعاطِفتي مُشتَّةٌ ..
وَأَحلامي ..
تُحلِّقُ في مَتاهاتٍ مِنَ الأَوهامِ ..
تَقْتُلُها التَّقاليدُ الغَبيَّةُ ..
والقُيودْ ..
وَبُحورُ أَشواقي ..
غَدَتْ تَجترُّ إِرثاً ..
مِن خُرافاتِ الجُدودْ ..
لا..لا .. حَبيبي..
مُستَحيلْ ..
أَرجوكَ سامِحني ..
وَحولكَ رَوضُ أَزهارٍ ..
بهِ ما شِئتَ ..
فاختَرْ وَردةً أُخرى ..
تُبَلسِمُ قَلبكَ المَكلومَ ..
تُطفِئُ حُرقَةَ الأَشواقِ ..
والجَمرا ..
أَرجوكَ إِنِّي لَستُ ناكِرةً ..
بِأَنَّ مشاعِري وَعوالِمي ..
أُسِرَتْ لَديكْ ..
لَكنَّني أَخشى عَلَيكْ ..
أَخشى جُنوني ..
أَن يُؤَرِّقَ مُقلَتيكْ ..
أَرجوكَ حَرِّرني ..
وَفَتِّشْ عَن بَديلْ.
شِعر
أَكرم غبدالكريم ونُّوس
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق