الرُّؤَى
-----
عَشِقتُكِ...
قَبلَ الحِكاياتِ...
قَبلَ البِداياتِ...
قَبلَ اخْتِلافِ الفُصولْ.
عَشِقتُكِ...
كَيما يظَلُّ على ثغركِ البدر طلقاً...
وتبقى على وَجهِكِ الشَّمسُ ..
تَلثُمُ خدَّيكِ عِشقاً...
وَمِنْ شُرفةِ الفَجر...
تَرمُقُ عَينَيكِ شَوقاً...
وَتَغزلُ شَعرَكِ بينَ خُيوطِ الأَصيلْ.
لأَنِّي عَشِقتُكِ...
تَسري النُّجومُ عَذارى إِليكِ...
وَتَسجُدُ شُكراً على شَفَتَيكِ...
وَتَهفو الحَمائِمُ نَشْوى لَدَيكِ...
فَينسابُ عَذباً شَجِيُّ الهَديلْ.
لأَنِّي عَشِقتُكِ ..
كانَ ضِياءُ الثُّريَّا يَرودُ الفَضاءْ ..
وَكانَتْ عُروقُ الزَّنابقِ ..
تُزكي الرِياضَ بِعِطرِ المَساءْ ..
عَشِقتُكِ قَبلَ الرَّبيعِ ..
وَقَبلَ الخَريفِ ، وَقَبلَ الشِّتاءْ ..
لأَنّي أُحبُّكِ ..
كانَ التَّبخُّرُ ..
كانَ التَّشكُّلُ ..
كانَ الهُطولْ .
عَشِقتُكِ...
وَجهاً بَشوشاً ..
كَوجهِ البَشيرْ ..
ووَجْهاً نَضيراً .. نَقيَّـاً...
كَوَجهِ الغديرِ...
وَوجهاً كَوجهِ السَّنابلِ...
تَضحَكُ لِلقادِمينَ بِعِطرِ الحُقولْ.
عَشِقتُكِ...
وَجهاً نَديّاً ..
كَطَلِّ الصَّباحِ ..
وَسُقيا السَّحابِ ..
وَخَدَّاً أَسيلاً كَخَدِّ الروابي ..
تُغنِّي ..
وَتَرقُصُ للسَّارحينَ ..
على لَحْنِ شَبَّابَةٍ لا يَزولْ.
عَشِقتُكِ وَجهاً عَنيداً...
كَوَجهِ الصَّواري..
تَشُقُّ عُبابَ المُحيطاتِ...
رُغْمَ العواصِفِ...
رُغْمَ السُّيولْ.
عَشِقتُكِ وَجهاً قَويّاً...
كَوَجهِ المَعامِلِ...
تُعطي الحَياةَ ...
مَعاني انتِصارِ الحَياة...
كَوَجهِ القَناديلِ...
حينَ تُعانقُ دَرب السُّراةْ...
كَوَجهِ الأَعاصيرِ...
فَوقَ السُّفوحِ...
غَداةَ تَهُبُّ عَليها الشَّمُولْ.
-----------------
شِعر بقلم / أَكرم عبدالكريم ونُّوس
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق