~~~~قطُوفُ الشّذا~~~~
**********
نسِيمٌ هبّ بالأسحار يُدنــي
قُطُوفًا من شَذا من ودّعتني
فهبّ القلب مَفجوعً معَنَّـــى
وصَبُّ الدمع مدرارا بِجفنــي
نَضى الأكفان عن أوجاعي لَمّا
سرت فيها الحيا كم أوجعتنِـي
فقلتُ أيا نسيمَ الصبحِ رِفقـــاً
فَمِن حِملِ الهوى كم كَلَّ مَتني
وخذني صوبَ أكنافٍ حَبَاهـا
دوامُ الطّلِّ حسنًا فوق حُسن
سَواقٍ لفّتِ الرّوض المُروَّى
كما تَلتفُّ حيّاتٌ بِغصـــــن
سُهول تكتسي بالشمس تِبرًا
وتَكسوها النّجوم منَ اللُّجَيـنِ
ودارٌ أَورَثت في النَّفسِ سقماً
وقَلبي في هواها لم يُطِعنـي
فخُذ من صَبوَتِي وانشُر شذاها
وزِدني من شَذا الأحباب زِدنـي
وحالت بيننا هَوجاء ريــــــــح
فَشَتّت منه ما قد شَتَّ مِنِّــــي
تلاشى العِطرُ كالأمسِ المُسَجَّى
صَريعا من هبوب رياح غَبـــــن
فنَاديتُ الصِّبا بالله عودي
أُداوِي منكِ قَلبا بالتّمنـِّي
شريدٌ..والهجير ببَطنِ قَفــرٍ
تَلَظَّى.. والمُنَى كم ظَلَّلَتنـي
وآمالِي بِوَبل الصَّدِّ غَرقـــى
وعَفَّت بالوِصال ضُروع مُزنِي
وأَقفُو في ظِلالِ الليلِ ظبيــاً
شَبيهَ الخِلِّ في الإعراضِ عَنِّي
ألاَ يا شِبهَ أحبابي انتظِرنـي
أمَلِّي من بديعِ الحسنِ عينِي
فلا الأطياف آسَتنِي بِلَيلِــي
ولا الغِزلان أنسَتنِي التَّجَنِّي
ولا آنَستُ في الأسحار سلوى
ولا الإصباح عنك قد فَتَنِّـــــي
ويَغفُو في مَدَى الأَشواقِ حُلـمٌ
بَرِيئٌٍ...كالوليدِ المُطمَئِــــــنّ
من المنفى المُضرَّجِ بالمَآسِي
تَطِيرُ الروح من سِردابِ حُزنِي
إلى بُشرَى وصالٍ مِنكِ لَمَّا
تهادَت فوق سِجني حَرَّرَتنِي
فَمِن طُهرِ الظُّنونِ وطُهرِ وِدِّي
مدى الأيام...ما خَيَّبتِ ظَنّــي
أبو أحمد
تعليقات
إرسال تعليق